الثلاثاء، 17 يوليو 2012

معرض طرابلس المحليّ للكتاب 2012




أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً . هكذا كان ما يجُول ببالي حال زيارتي لمعرض طرابلس للكتاب المحليّ في يومه الختاميّ 15 – 7 – 2012 . عدّة دور نشر ومكتبات محليّة زيّنت أجنحة معرض طرابلس بصنُوف الكتب التي اصطفّت على أرففها.

أظنّ أن الفائدة الأولى من مثل هذه المعارض هي تجميع ما تفرّق من المكتبات، وتقريبُ ما تشتّت من الأرفف في مكان واحد. فالباحث عن كتاب ٍ ما في طرابلس قد يشقى ويتعبُ متنقّلاً بين المكتبات المُتباعدَة دون نتيجة. كما أن حضور عديد دور النّشر من شأنه تقريبُ القرّاء والمهتمين بالكتاب من كافة أنحاء ليبيا. فقد سعدتُ بتواجد دور نشر من بنغازي، ومصراته، وزليتن، والزاوية ... 
تميّز المعرضُ أيضاً بوجود تخفيض ماديّ في قيمة الكتب كان في حدود العشرين في المئة. وهي قيمة لا بأس بها إذا ما قارنّا أسعار الكتب المرتفعة بمتوسّط دخل الفرد في ليبيا.

جوّ معرض طرابلس جميلٌ جدّاً ويذكّرالمرء بحقبة الازدهار الثقافي خلال ستّينيّات القرن الماضيّ. موقع المعرض استراتيجيّ في قلب طرابلس، وتصميمه الداخليّ يشرحُ النّفس. إلّا أن مزيداً من الاهتمام مطلُوبٌ من ناحية الخدمات. فلا بأس من إيجاد مقهى مُحترم ٍ أو أكثر يستريحُ فيه الزائر. ولا ضيرَ من تنظيف ما اتّسخ؛ وإصلاح ما كُسر خلال سنوات التيه الاثنين والأربعين.

محتوى المعرض، يعكسُ حقيقة سنوات التيه هذه. فالمكتبةُ الليبية فقيرةٌ جدّاً ، بدلالة نقص العناوين المحليّة رغم طبيعة المعرض المحليّة ! .. معظم الكتب تندرجُ تحت التراث الدينيّ التقليديّ كأمّهات الكتب وغيرها. لاحظتُ أيضاً طغيان الحضُور السلفيّ في هذا المعرض. ومن المفارقات أن تجدَ مكتبة ً تُسمّي نفسها " دار الإمام مالكـ " ثم لا تلحظُ فيها أي عنوان للإمام مالكـ ولا لأحد من تلامذته؛ بل بالعكس، محتواها سلفيّ بامتياز ولا يخرج من دائرة بن حنبل، وبن تيميَة، اللهمّ إلا من شيوخ السلفية المعاصرين كالمدخليّ وغيرهم.
بخلاف المحتوى السلفيّ (الذي لا يعتبرُ شيئاً جديداً فقد ظل حاضراً في سنوات القذافي الأخيرة)؛ الجديدُ في الكتاب الدينيّ كان حضور فكر الإخوان؛ الشيْءُ الذي أراه للمرة الأولى في ليبيا. كتب الحسن البنا وتلامذته ومن تبعوه موجودة.

خلال جولتِي، كانت عينيِ تنتظرُ إلقاء النظر على عناوين أكثر للتاريخ الليبيّ؛ خصوصاً فترة الاستقلال، وفاجأني قلّة الموجود، فاقتنيتُ كتابَ مصطفى بن حليم (صفحات من تاريخ ليبيا السياسي). من نافلة القول أن ما كُتبَ خلال فترة القذافي نقداً للنظامِ قليلٌ جداً، وهُنا لا يملكُ المرءُ إلا أن يقف إجلالاً لمحمّد المقريف لمجهوداته خلال اثنين وأربعين سنة يشهدُ عليها إنتاجُه المكتوبُ نقداً للنظام وفضحاً له. فشتّانَ بينَ من كتب وقت الضّيم، وبين الكتب الصفراء المليئة بفضائح القذافي المزعومة المنشورة آجلاً. وتلكَ الأمورُ كما شاهدتُها دولٌ.

لم تكن للمعرض دعاية كبيرة (ولا حتّى صغيرة بالمرّة) . يفترضُ في مثل هذه الأحداث الثقافية أن يتم الإعلانُ عنها قبل فترة، وأن تكثف الدعاياتُ لجذب الحضُور. ولكن الواقع يشهدُ عكس ذلك. فحتّى المارّ بجانب المعرض لن يلاحظ أي وسيلة لإعلامه بوجود ما يستحقُ الاقتناء من الكتب داخله.



قد يسترسلُ المرءُ في تعدادِ النواقص، والكمالُ لله. لكن آملُ أن تتكرّر مثلُ هذه المعارض، وأن تُنمّى؛ فقد نرى – رغم الصّعابِ -  يوماً يصيرُ فيه الليبيُّ قارئاً لا مُتفرّجاً .

الأربعاء، 11 يوليو 2012

اجتماع المغرّدين الشّباب :) ..





عُقدَ مساء اليوم اجتماعٌ شبابيّ لمستخدمي التويتر الليبيين (المغردين) بمقهى فندق راديسُون بلو. الدعوة لهذا اللقاء كانت من طرف الناشطة خديجة عليّ والتي قامت بتنظيم اللقاء. علمتُ بشأن اللقاء من بعض الأصدقاء عن طريق الفيسبُوكـ حيث تم نشر الدعوة لهذا الحدث على الرابط التالي : 



بما أنّ هذا الحدث كانت الدعوة لهُ عامّة، فلم أدرِ شخصيّا (ولا أعتقدُ أنّ المنظمين كذلكـ ) حجم الحضُور المتوقّع. الموعد المعلن كان الخامسة والنصف مساءً . بدأ الشباب والشّابّات يصلُون الواحد تلو الآخر ليتضح أنّ العدد لا بأس به. فتقرّر عقدُ الملتقى في باحة مقهى الفندق بعد أن بلغ عدد القادمين ثلاثين أو أكثر.  



أظنّ أن هدف المنظمين للملتقى كان مناقشة الانتخابات نفسها، لإبداء الرأي فيها وما تمخّضتْ عنه من نتائج. بعد بعض المُداخلات التي ذُكر فيه السرُور بالنجاح التنظيمي للعمليّة الانتخابيّة. لكنْ لم يُتطرّق كثيراً إلى جوانب التقصير من جانب الجهات المسؤُولة في الدعاية للانتخابات والتّوعية بسبلها؛ والتي لمستُ أثرها بارزاً من خلال جهل كثير من دائرتي الاجتماعيّة. 

حميَ الوطيسُ بعدها، وعلت الأصوات. ظهر الاستقطابُ واضحا، واصطفّ الخصُمان. وأقصدُ بالخصمينِ هُنا، المنتمين لـ تحالُف محمُود جبريل الورفلّي، في مقابل المنتمين لـ حزب العدالة والبناء. النّقاشات ركّزت على نقاط كثُر الحديثُ عنها في الشّارع الليبي. منها انتقادات للعدالة والبناء لعلاقتهم بـ مصر، واستخدامهم الواجهة الدينيّة. والطرفُ الثاني ركّز على خلوّ تحالُف جبريل من أي فكر إلًا صورة جبريل، وبساطة النّاخب الليبي وغياب وعيه الذين أدّيا للتصويت لشخص لا حزب. 

كعادة النقاشات في ليبيا، لم أعتقد أنّ أيّا من الطّرفين كان يصغي للآخر، بقدر ما أحسستُ أنّ كُلّا منهما يحاولُ جاهداً تبرير مواقفه، والردّ بهجمات مُعاكسة منتقداً للآخر. 

لكنْ ، بشكل عام؛ هذا اللقاءُ وغيره يدخلُ ضمن الحوار الصّحيّ الذي يجمعُ الشباب، ويعرّفهم على الآخرينَ من غير توجّهاتهم السّياسيّة.  يُشكرُ جهد المنظمين اليوم، ويُؤملُ منهم الاستمرارُ في مثل هذه اللقاءات؛ مع مُحاولة إيجاد حلّ لمشكلتين: مُشكلة المكان ، ومُشكلة إدارة النّقاش. 



بسم الله ... :)

بسم الله الرحمن الرحيم ..؛ 


مُحاولة لدخُول عالم التدوين .. 



توكّلتُ على الله، وما توفيقيَ إلا بالله .. 
كل المدونات الليبية