الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

معرض جامعة طرابلس للكتاب الجامعيّ


يُختتم غداً 19/9/2013 معرض جامعة طرابلس للكتاب الجامعي الذي افتتح السبت الماضي. زرت المعرض يوم أمس وهذه تدوينة لتسجيل انطباعي.

مدخل قاعة العرض
اختير مبنى قسم الكيمياء بكلية العلوم ليحتضن هذا الحدث. هناك لافتات دالّة تبيّن المكان بوضوح، وفور دخولك المبنى يُقابلك بوسترات أخرى توضح تفاصيل أكثر. أيضاً، هناك تواجدٌ ممتاز للشباب العاملين بالشركة المنظمة للمعرض وهي "شركة مجموعة الرقميات". يرشدُك بابتسامة أحد الشباب لكشك التسجيل، بعد ملء نموذجٍ معيّن، ثم تُمنحُ بطاقة زائر. عند دخولك قاعة العرض، تُمسح البطاقة بجهاز إلكترونيّ. بشكلٍ عام، مثل هذا الاستقبال المرحّب يُفتقدُ دائماً في الجهات العامّة الليبية، لذا فإنّ للحصول الزّائرِ عليه أثرٌ طيّب. أيضاً تتوافر داخل المعرض شبكة Wifi إلا أنّه لم يتسنّ لي استخدامها.
دليل المعرض وبطاقة الدخول


تعرضُ دور النّشر كتبها في الأجنحة المخصصة ضمن طابقين بمبنى قسم الكيمياء. تتواجد جامعاتُ طرابلس، وبنغازي، وسبها إلى جانب دور نشرٍ خاصّة. معظم الكتب المعروضة هي بطبيعة الحال كتبٌ تخصصيّة في علومٍ ومجالاتٍ شتّى مما يهمّ الطالب الجامعيّ. كتب اللغة الإنجليزية موجودة بكثرة، ويمكن بالإضافة إلى ما سبق الحصول على كتبٍ من مجالاتٍ أخرى. دار النّشر التي شدّتني بكتبها هي دار أويا، وبالخصُوص كتب المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة بالدوحة. كتب د.عزمي بشارة موجودة ضمن هذه المنشورات.


بالمسرح الموجد جوار قاعة العرض تُقام محاضرات حول مواضيع مرتبطة بالكتاب الجامعيّ والقراءة بصفة عامّة. كما تقام بها بعض النشاطات الأخرى مثل الإلقاءات الشعريّة.
داخل إحدى المحاضرات

المعرضُ بصفة عامّة حسن التنظيم بصورةٍ كبيرة. المكان مرتّبٌ ومهيّء والعاملون بالمعرض سواءً من الشركة المنظمة أو من دور النشر العارضة يرحبون بالزوّار ويساعدونهم إذا احتاجوا. لكن هناك بعض الملاحظات التي سجلتها ينبغي العمل على تحسينها. فرغم أنّ الموقع الإلكتروني للمعرض جيّد من ناحية التصميم والمنظر، إلا أنّه تنقصه بعض المعلومات التي لم تتواجد لا قبل افتتاح المعرض، ولا حتى خلاله. مثلاً عندما تحاول الولوج لصفحة مواعيد المعرض يقابلك التالي:





أيضاً، ممّا يزعجُ الزائر أنّ المعرضَ يختصّ بعرض الكتب فقط لا بيعها حيث ستقوم دور النشر ببيع منشوراتها في معرض طرابلس الدوليّ للكتاب. وفي سياق هذه النقطة، لا توجد تسعيرات واضحة على الكتب ولا يمكن للزائر الحصول على قائمة بالكتب الموجودة في كلّ دار نشرٍ مصحوبة بأسعارها. أرجو أن تُتلافى هذه الأخطاء في معرض طرابلس الدوليّ المقرر افتتاحه الشهر القادم. 

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

عمر المختار؛ تساؤلات ..


اليوم السادس عشر من سبتمبر هو ذكرى استشهاد عمر المختار على أيدي القوات الإيطالية. تحضرني في هذه المناسبة مجموعة من الأسئلة ..
ما الذي كان يقاتل عمر المختار من أجله ..؟ ما كانت قضيّته المحوريّة بالضبط ..؟

**
هل كانت حرباً من أجل قبيلته المنفة.. ؟ أو تحالفٍ لمجموعة من القبائل المتجاورة بالمنطقة ..؟
هل كانت دفاعاً عن مضارب بني قومه .. ؟ أم هل كانت من أجل مسقط رأسه البطنان ؟ هل كانت حربه من أجل برقة مثلاً التي ربّما كان يراها هي الوطن .. ؟ وهل كانت فكرة الوطن موجودة وحاضرةً أم لم يكن يعبء بها أصلاً .. 

وبالحديث عن القبائل والمنطقة، إذا وسّعنا زاوية النظر، هل كانت حرب عمر المختار حقاً حرباً وطنية  ..؟ حرباً هدفها تحرير وطن معروف المعالم من غاصبٍ معتدٍ قادمٍ من وراء البحار ..؟ وما هي تضاريس مفهوم الوطن في ذهن عمر المختار..؟  هل كان قتاله من أجل ليبيا التي لم تكن قد ولدت فكرتها بعد في أذهان المناضلين ..؟

*
هل كان عمر المختار يقاتل لأجل الإسلام. .؟

أقصد أنه حربه كانت هي الحرب المقدّسة؛ الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال ضدّ أعداء الله الكُفّار طلباً إما للنصر أو الشهادة.

هل قاتل عمر المختار لمجرّد انتمائه لـ"طائفة" دينية معيّنة هي السنوسيّة ..؟ هل كان يراها هي الممثّل الرسميّ للإسلام فاندفع لا يهابُ شيئاً مقاتلاً من أجلها .. ؟  

تمثال لـ عمر المختار بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس ا
آه. وكيف كان تديّن عمر المختار ..؟ نحن نعلم أنه كان يحمل ولاءً للسنوسيّة، وهي جماعة دينيّة تجديديّة، تقتربُ من السلفيّة الجهادية أكثر من صوفيّة الدروشة، وذلكَ واضحٌ من الحروب التي خاضتها ضد المستعمرين في حروبٍ امتدّت بشمال أفريقيا والصحراء الكبرى عامة ..
هل كان عمر المختار وفقاً لهذا المفهوم إذن راديكالياً إرهابياً ..؟ ينتمي للتخلّف ويرفضُ بغباءٍ كل الخيراتِ، والمعارف، ووسائل التقدم الماديّ التي جلبها الإيطاليون بسبب طبيعته الدينية المتخلّفة المتشددة .. ؟

ما سرّ شهرة عمر المختار التي بلغت الآفاق .. وما سبب إعجاب الملايين من العرب والمسلمين به حول العالم ..؟ 

*


أيضاً. لماذا صار عمر المختار هو البطل "القوميّ" الوحيد لليبيا ..؟ رغم أن حربه كانت في برقة فقط كغيره من الرموز الذين ارتبطوا بمناطقهم ومدنهم ..
هل كانت ضراوته في قتال الإيطاليين وابتهاجهم الشديد بالقبض عليه هي السبب ..؟
أم أن طريقة إعدامه العلنيّ منحته سهماً يفوق أترابه .. ؟
عمر المختار محاطاً بالجنود الإيطاليين

**


هناك أسئلة محيّرة أيضاً حول علاقة القذّافي بعمر المختار ..

ملصق فيلم أسد الصحراء الذي أنتج عام 1981
فمن جهة، القذافي هو من أزاح ضريح عمر المختار ببنغازي، فيما يبدو انعكاساً واضحاً لغيرة منه ومحاولة جادّة لطمس أثره .. وكذلك حارب القذافي كلّ ذكر للسنوسيّة التي كان لعمر المختار ارتباطٌ وثيقٌ بها.

ومن ناحية أخرى، كان عمر المختار هو البطل الوحيد الذي تحتفي به جماهيرية العقيد بخلاف قائدها الأوحد طبعاً. فقد وُضعت صورته على العملة، وضُمِّن اسمه في دروس الأطفال، بل وصرفت ليبيا الملايين لإنتاج سينمائيّ صرفت عليه جماهيرية "اشتراكيّة" معادية للرأسمالية مبلغاً قدره 35 مليون دولار أمريكي فيما يُعتبر من أهمّ الإنتاجات السينمائية العربية.


على الأرجح هي مجرّد تقلّبات العقيد المعروفة ..

*

ربما تقود الأسئلة السابقة لأسئلة أخرى مرتبطة بـ"الهوية الليبية" والوعي الليبي التاريخيّ.
على أي حال، أعتقد أن الأمم عامّة مهووسة برسم صورة معينة في أذهان مواطنيها لأبطالهم التاريخيين. وأعتقد أننا غالباً ما نرسمُ صورة ورديّة غير واقعية لأولئك الأبطال ترفعهم لمرتبة القدّيسين. وربما من الجيّد أن يجد النّاس رمزاً يلتفّون حوله بكلّ شغف بغض النظر عن مدى صدقيّة ذلك وتطابقه مع حقائق التاريخ. 
كل المدونات الليبية