صدحت مساجدُ قريبة من مطار امعيتيقة بطرابلس اليوم بالتكبير ابتهاجاً بمقدم طيّارة من موريتانيا. على متن الطائرة؛ قبعَ
ذليلاً رجلٌ أسمرُ البشرة، أجعدُ الشّعر، قبحُ وجهه مرآة لقبيح عمله؛ فقُبّحَ من وجهٍ وقُبّحَ حاملُه. بدت علامات
الذلّ عليه وهو يُساقُ من طائرته إلى سيارة تأخذه لأحد السُّجون التي عرفها جيّداً
وطالما عذب أبناء ليبيا فيها.
عبدالله السنوسي؛
اسمٌ ارتبط بدمويّة نظام القذافي. ظلّ متوارياً عن الأنظار طيلة أربعينيّة التيه
التي فرضها القذّافي. ينفذ دون تردّد كلّ عملٍ من شأنه ترسيخُ حكم الدكتاتُور.
فتولّى أعمال التصفية الداخلية في الثمانينيات، وامتدّت أذرعه بعدها لتطال
المعارضين في شتّى أصقاع الأرض. بلغ ذروة جبروته في أواسط التسعينيات؛ حين كان
المسؤول عن مجزرة أبوسليم سيّئة الذكر.
كم يا ترى يتّمت
من أطفال يا سنوسي .. ؟
كم حرمتهم حنان
الأب .. ؟
كم أذرفت من دموع
صبيّة فقدت سندها .. أو زوجة فقدت حبيبها .. أو أمّ ثكلت ابنها ..؟
كم منعت النّاس من
عبادة ربّك يا سنُوسي ..؟
كم نكّلت بهم
لتمسّكهم بإسلامهم ..؟
كم تلذّذت بتعذيب
العزّل الضّعفاء ..؟
لقد كُنتَ عبداً
مطيعاً لسيّدك الّذي أرسله من ثارُوا عليه ليلقى جزاءه .. ظننتَ أنّك نجوتَ ببدنك،
أنّ يد القدر لن تمتدّ إليك .. أحسبتَ أن تُترك ؟ فاليومَ تعستَ بحظك، وشقيت بعملك
..
اليوم تُجرُّ
بالسلاسل؛ مكبّلاً ذليلاً ..
اليومَ يهدأ بعضُ
ما في صدور أولئك الذين فقدُوا أحبابهم ..
(قاتلوهم يعذبهم
الله بأيديكم، ويخزهم، وينصركُم عليهم، ويشف صدور قوم مُؤمنين، ويذهب غيظ صدورهم)
اليوم ..
يبتسمُ الشّهداءُ
في علّيهم، وتكفكف دموع اليتامى والأرامل ..
لكأنّي أرى
عجُوزاً .. عسَاها في النّعيم .. مع شهيديْها – الذين قتلتها حُرقة عليهما - سالم وبريّك
.. تعلمُ ما جرَى بكْ .. لتزداد الجنّة
بهاءً بذاكـ ..
" غير اصبري يا عين لاتطريهم , ابريك وسالم اللي انهاتي بيهم "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق