عُقدَ مساء اليوم اجتماعٌ شبابيّ لمستخدمي التويتر الليبيين (المغردين) بمقهى فندق راديسُون بلو. الدعوة لهذا اللقاء كانت من طرف الناشطة خديجة عليّ والتي قامت بتنظيم اللقاء. علمتُ بشأن اللقاء من بعض الأصدقاء عن طريق الفيسبُوكـ حيث تم نشر الدعوة لهذا الحدث على الرابط التالي :
بما أنّ هذا الحدث كانت الدعوة لهُ عامّة، فلم أدرِ شخصيّا (ولا أعتقدُ أنّ المنظمين كذلكـ ) حجم الحضُور المتوقّع. الموعد المعلن كان الخامسة والنصف مساءً . بدأ الشباب والشّابّات يصلُون الواحد تلو الآخر ليتضح أنّ العدد لا بأس به. فتقرّر عقدُ الملتقى في باحة مقهى الفندق بعد أن بلغ عدد القادمين ثلاثين أو أكثر.
أظنّ أن هدف المنظمين للملتقى كان مناقشة الانتخابات نفسها، لإبداء الرأي فيها وما تمخّضتْ عنه من نتائج. بعد بعض المُداخلات التي ذُكر فيه السرُور بالنجاح التنظيمي للعمليّة الانتخابيّة. لكنْ لم يُتطرّق كثيراً إلى جوانب التقصير من جانب الجهات المسؤُولة في الدعاية للانتخابات والتّوعية بسبلها؛ والتي لمستُ أثرها بارزاً من خلال جهل كثير من دائرتي الاجتماعيّة.
حميَ الوطيسُ بعدها، وعلت الأصوات. ظهر الاستقطابُ واضحا، واصطفّ الخصُمان. وأقصدُ بالخصمينِ هُنا، المنتمين لـ تحالُف محمُود جبريل الورفلّي، في مقابل المنتمين لـ حزب العدالة والبناء. النّقاشات ركّزت على نقاط كثُر الحديثُ عنها في الشّارع الليبي. منها انتقادات للعدالة والبناء لعلاقتهم بـ مصر، واستخدامهم الواجهة الدينيّة. والطرفُ الثاني ركّز على خلوّ تحالُف جبريل من أي فكر إلًا صورة جبريل، وبساطة النّاخب الليبي وغياب وعيه الذين أدّيا للتصويت لشخص لا حزب.
كعادة النقاشات في ليبيا، لم أعتقد أنّ أيّا من الطّرفين كان يصغي للآخر، بقدر ما أحسستُ أنّ كُلّا منهما يحاولُ جاهداً تبرير مواقفه، والردّ بهجمات مُعاكسة منتقداً للآخر.
لكنْ ، بشكل عام؛ هذا اللقاءُ وغيره يدخلُ ضمن الحوار الصّحيّ الذي يجمعُ الشباب، ويعرّفهم على الآخرينَ من غير توجّهاتهم السّياسيّة. يُشكرُ جهد المنظمين اليوم، ويُؤملُ منهم الاستمرارُ في مثل هذه اللقاءات؛ مع مُحاولة إيجاد حلّ لمشكلتين: مُشكلة المكان ، ومُشكلة إدارة النّقاش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق